أحياناً قد يكون من الصعب على المرء الاعتذار عن خطأ ارتكبه،
وبالطبع يكون الاعتذار عن الخطأ أصعب على الطفل الصغير
الذى لا يزال فى مرحلة اكتشاف مشاعره ومشاعر الآخرين والكثير
والكثير عن العلاقات الإنسانية المختلفة. ويُعد ارتكاب الأخطاء وجرح مشاعر الآخرين أمراً محرجاً
ويمكن أن يحدث للجميع، لذا على طفلكِ أن يعلم أنه خلال مراحل حياته المختلفة قد يجرح مشاعر أصدقائه
وقد تنجرح مشاعره أكثر من مرة. وسيكون عليه أن يدرك أيضاً أنه سيكون من الواجب عليه
تعويض الشخص الذى أساء إليه بالأفعال والأقوال أيضاً.
ويجب عليكِ أن تقولى لطفلك أيضاً أن التعلم من أخطائه سيجعله شخصاً أفضل وأكثر نضجاً.
إذا كانت تصرفات طفلك السيئة قد آذت شخصاً آخر على المستوى النفسى أو الجسدى،
فيجب عليه أن يتعلم الاعتذار عن تلك الإهانة أو الإصابة.
وبذلك فإن الطفل سيعيد بناء علاقته مع الشخص الذى أساء إليه.
وبغض النظر عن الفعل الذى ارتكبه الطفل ومدى الأذى النفسى أو الجسدى الذى سببه لغيره،
فإن الاعتذار وتقديم الأسف خطوة أولى مهمة وضرورية.
يجب على طفلك أن يعلم أنه بالرغم من أنه قد يشعر باستياء شديد تجاه ما فعله أو يشعر بالحرج
ويحاول إخفاء وجهه، فإن تقديم الاعتذار عن الخطأ أمر واجب وضرورى حتى يدرك الطفل أيضاً
أنه قد ارتكب خطأ ما وجرح شخصاً آخر أو أساء إليه. وقد يكون الخطأ بسيطاً بين الأصدقاء
ويصبح الاعتذار بالكلام كافياً، ولكن فى أحيان أخرى قد يتطلب الأمر أكثر من مجرد الأسف أو الاعتذار.
مثلاً إذا كسر طفلك لعبة أحد اصدقائه بالخطأ، فيجب عليه أن يحضر له لعبة أخرى مكانها،
ويمكن للطفل أن يشترى اللعبة من مصروفه أو إذا لم يستطع فيمكنكِ أن تساعديه فى مثل هذا الأمر.
ويجب على الطفل أن يعلم أنه أحياناً قد لا يكون الاعتذار لصديقه الذى أساء إليه أو تعويضه بلعبة أخرى كافياً،
وفى تلك الحالة فعلى طفلكِ أن يكون صبوراً وأن يتصرف بلطف مع صديقه وأن يظل ثابتاً على محاولاته لإصلاح الوضع.
وعندما يسيء طفلك لصديق له أو يخرق قاعدة من القواعد التى وضعتها فى المنزل فإنه سيكون هو أيضاً مستاءً وحزيناً،
ولذلك فلا يجب أن تطلبي منه اعتذاراً فورياً بعد ارتكابه للخطأ،
ولكن من الأفضل أن تتركيه لبعض الوقت ليهدأ ويبدأ فى الشعور بالندم ويشعر أن الاعتذار أمر واجب.
واعلمي أنكِ إذا أظهرتِ بعض التعاطف لطفلك، فإنه فى المقابل سيتمكن من الشعور بالتعاطف تجاه الآخرين وتجاه من يسيء إليه.
شجعي طفلك واطلبي منه أن يقدم اعتذاراً كاملاً بدلاً من أن يقول فقط أنا آسف،
فيجب أن تطلبي منه أن يقول أو يعبر عن سبب تقديمه للاعتذار. على سبيل المثال
إذا قال طفلك لشقيقه إنه آسف لأنه أخذ منه لعبته وجعله يبكي،
فإنه بهذا الشكل يكون قد تعلم ماهية الاعتذار بالفعل.
كيف تساعدين طفلك على التعلم من أخطائه؟
ـ تحدثي مع طفلك واشرحي له بالضبط الخطأ الذى ارتكبه، فأحياناً قد يكون الطفل غير مدرك أنه ارتكب خطأ، ولذلك فلا يجب أن تفترضي أبداً أن طفلك مدرك ماذا فعل.
ـ اخبرى طفلكِ كيف يقوم بإصلاح الخطأ أو المشكلة التى ارتكبها وقومى بإعطائه العديد من الخيارات
والأفكار لكيفية التعامل مع الوضع وخاصة إذا كان الطفل قد أساء لشخص آخر.
اشرحي له أنه يجب عليه أن يعامل الناس وكل من حوله باحترام وحب.
ـ وجّهي طفلك إلى أنه يجب أن يحاول الاعتذار للشخص الذى أخطأ فى حقه أو أساء إليه،
مع الوضع فى الاعتبار أن ذهابه للتحدث مع الشخص الذى أخطأ فى حقه سيجعله يدرك مدى وعمق الإساءة التى قام بها