قال ألكسندر لوكاشيفيتش، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية إن تدهور الوضع في شمال مالي يعود بدرجة كبيرة إلى الأزمة في ليبيا·
وأضاف: (نحن قلقون جدا من استمرار الأزمة في هذا البلد الأفريقي· ويتعاظم نشاط التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وعلى رأسها تنظيم (القاعدة في المغرب الإسلامي)، ويتسع نطاقه، مهددا الاستقرار الإقليمي·
وتابع إن (تدهور الوضع في شمال مالي يعود بدرجة كبيرة إلى الأزمة في ليبيا التي أسفرت عن عدم مراقبة انتشار الأسلحة إلى خارج البلاد، مما استغله الإرهابيون بأطيافهم· يجب بذل كل الجهود للحد من هذا التوجه المهدد)·
وأشار لوكاشيفيتش إلى أن (مجلس الأمن الدولي يواصل بحث مشروع قرار فرنسي يهدف إلى تقديم المجتمع الدولي دعما لمالي في تسوية الوضع)، مؤكدا أن روسيا تنطلق من أن (مشكلات مالي والساحل ككل لها طابع شامل ولهذا فإنها تتطلب نهجا شاملا أيضا)·
وأضاف أنه (يجب إجراء الاستعدادات لعملية عسكرية أفريقية محتملة في مالي بالتوازي مع التقدم في العملية السياسية للتسوية وحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية للبلاد· وبالطبع للدول الأفريقية الدور الأكبر في ذلك، ويتعين عليها أخذ موقف السلطات الانتقالية في مالي بعين الاعتبار)، مشددا على أن مسؤولية تسوية الأزمة في شمال البلاد تقع أولا على عاتق الماليين أنفسهم·
وتابع قائلا: (أود أن أؤكد دعمنا لجهود الوساطة التي يبذلها رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري ومهمة مبعوث أمين عام الأمم المتحدة الخاص إلى الساحل رومانو برودي)·
وتواجه مالي أزمة جديدة، بعد إجبار رئيس حكومتها الشيخ موبيدو ديارا على الاستقالة، بضغط من ضباط انقلابيين سابقين يعارضون أي تدخل عسكري أجنبي لطرد الإسلاميين المسلحين الذين يحتلون شمال البلاد منذ 8 أشهر· وأعلن ديارا صباح أمس استقالته واستقالة حكومته بعد ساعات على توقيفه في باماكو بأمر من الكابتن أمادو هايا سانوجو القائد السابق للانقلابيين الذين أطاحوا الرئيس أمادو توماني توريه في مارس·
وتجيء هذه الاستقالة غداة قرار الاتحاد الأوروبي نشر 400 عسكري في مالي مطلع 2013، لتدريب الجيش المالي ومساعدته على استعادة الشمال الذي يسيطر عليه الإسلاميون، وبينما يتوقع أن يعطي مجلس الأمن الدولي الضوء الأخضر لعملية عسكرية قبل عيد الميلاد· كما تأتي استقالة ديارا بعد تأجيل -مشاورات وطنية- دعت إليها حكومته الانتقالية، وكان من المفترض أن تبدأ أمس وتستمر 3 أيام· وكانت هذه المشاورات تهدف إلى وضع -خارطة طريق- للأشهر المقبلة بين جميع الأطراف السياسية والعسكرية الاجتماعية ومنظمات المجتمع الأهلي، المنقسمة حيال أزمة وقوع الشمال تحت سيطرة الإسلاميين وطريقة حلها·
ونفى المتحدث باسم الانقلابيين السابقين في مالي باكاري ماريكو أمس أن تكون الإقالة عملية انقلاب· وأكد أن الرئيس ديونكوندا تراوري سيعين رئيس وزراء جديدا خلال ساعات· وقال لشبكة فرانس 24 إن ديارا الذي اعتقله عسكريون لم يتصرف كرجل ملتزم بواجبه في أزمة مالي بل بموجب أجندة شخصية· وكان ديارا أعلن مرارا تأييده تدخلا سريعا لقوة عسكرية دولية في شمال مالي، فيما عارض الكابتن سانوجو مثل هذا التدخل بشدة·
وقال الشيخ موبيدو ديارا في كلمة مقتضبة ألقاها من هيئة الإذاعة والتلفزيون في مالي، أنا شيخ موديبو ديارا، استقيل مع حكومتي من دون أن يشرح الأسباب· واكتفى بشكر معاونيه وتمنى النجاح للفريق الجديد الذي سيخلفه· وألقى ديارا كلمته بعد ساعات على قيام عسكريين باعتقاله في منزله في باماكو بامر من الكابتن أمادو هايا سانوجو القائد السابق للانقلاب الذي أطاح الرئيس امادو توماني توريه في 22 مارس، ما أدى إلى سقوط الشمال بأيدي الإسلاميين·
من جانبها، عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن أملها في تعيين رئيس وزراء جديد توافقي بسرعة، ودعت الجيش إلى الكف عن التدخل في الحياة السياسية· كما أدانت فرنسا ملابسات استقالة ديارا ودعت إلى تشكيل حكومة تمثيلية بسرعة·