مشاهد لم تبث في حلقة ..
( ضع بصمتك في تربية الأبناء )
داود بن إحسان العتيبـي
بسم الله الرحمن الرحيم
اتصل علي أحد المقربين من الشيخ محمد العريفي عند قدومه للأردن يسأل :
هل تعرف موضوعا مناسبا يكون موضوعَ حلقةِ الشيخ العريفي في ضع بصمتك، فلم أجد وجبة دسمة أقدمها له ..
ثم قلت : بإمكانكم أن تتحدثوا عن حفظة كتاب الله، فالأردن تعُج بمدارس التحفيظ والحُفاظ .
فقال : لدينا هذه الفكرة .
قلت : أمهلني مُهلة علِّي أجد ذلك .
وخُضت في حديث مع أهلي ووالدي أستشيرهم، ولم نُرسِ على شاطئ بعَيْنه ..
حادثني مرة أخرى يقول : سيكون في جدولنا زيارة والدكم، فرحبت به، إذ الشيخ العريفي تربطه بالوالد صداقة ومعرفة من قديم ..
المفاجأة:
قبل قدوم الشيخ بيوم أو يومين قال لي المنسق : سنسجل حلقة عن بيتكم، ولكن لم أظن أنها ستكون موضوع حلقة كاملة ويخرج أخي طارق في الاستديو ليتحدث عنَّا أيضا !
وكان ذلك، فتشرفنا بقدوم الشيخ، وكان على عادته في مرح ودعابة ودماثة خلق ..
ثم شاء الله وبُثت الحلقة وشاهدها كثيرون، ممن نعرف وممن لا نعرف، حتى صار من الطبيعي أن يُسلم أحدهم في الشارع ليُبدي إعجابه بهذه الحلقة !
وكان من اللافت أن تكون حلقة كاملة تتحدث عن عائلة واحدة !
ومع ذلك فلم يعرف الناس عنها أو عن الموضوع إلا نزرا يسيرا .
فإن تربية الأبناء تحتاج إلى حلقات وحلقات، ثم إن هذه الحلقة لم تذكر إلا قليلا من كثير، والحَكَمُ في ذلك كل علينا وعلى الشيخ العريفي ضيقُ الوقت !!
فرأيت من الواجب أن أتحدث في خطوط عامة عن عائلة ( الشيخ إحسان محمد العتيبي ) وأولاده وتربيته لأبنائهم عرضا واقعيا وأدلف من خلال ذلك إلى نصائح وتوجيهات عامة من نتاج التجربة .
بادئ ذي بدء أقول النجاح له فُهُومٌ كثيرة ومظاهر عِدة ..
فحقيقة النجاح هو يوم ينادى بك إلى الجنة . وهذا نجاح لا فشل بعده أبدا .
والنجاح الصادق هو موافقة علانية المرء لسريرته، فكم ناجح عند الناس خاسر عند الله و عند نفسه!
* مبدأ الأمور من الفِكَر ومُعظَم النار من مُسْتَصْغر الشَّرَر !
كان هذا الحُلُم يراوِد والدي وهو : أن يصبح أبناؤه على قدم في الدين وسابقة في العلم ومزاحمة للعلماء، وربما سمعتم قصته مع الشيخ عبد الله عزام ..
وذلك أنه سمع أن الشيخ عزام يصححه في تلاوته أبناؤه من خلفه في الصلاة فحرك هذا شعور الوالد وعزم في نفسه على ذلك، فكان أن آتاه الله أكثر مما تمنى فلم يقتصر الأمر على التصحيح بل تعدى إلى إمامتهم به !
وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، فهذا الأمر الجلل لا يكفي أن يكون خاطرة في البال، ولا فكرة تزعزعها الرياح، بل تتطلب صمودا كالجبال ومقارعة للخطوب والأهوال !
وما زادت الأيام والليالي والدي إلا إصرارا ومقاومة، رغم مخالفته لمن حوله ومباينته لأقربائه وجيرانه !
لقد بذر والدي بِذرته وسقى زرعه وقلَّم غصنه فآتاه الله ثمارا يانعة آتت أكلها، وأسأل الله أن يحسن العاقبة !
* الزوجة المُطيعة والصالحة خير معين !
لقد تفضل الله على والدي أن آتاه امرأة صالحة طَيِّعة، امتلأ قلبها طهرا ونقاء، فمشاهد وقوفها في عتمة الليل تصلي لم تغب عن عيني، وصبرها في الحياة، وبذل نفسها لنا ، وكرمها في النصائح كان عائدا عظيما .
وربما علم الناس أن الشيخ _إحسان_ قد منَّ الله عليه بعشرة حفاظ للكتاب ..
وما علموا أن المعلم الأول والمُحفِّظ الأكبر لنا هي الوالدة .
فهي التي وضعت القلم في يدي، وما عرفتُ القراءة إلا على يدها، وما حفظت أجزاء القرءان الأُوَل إلا منها حتى صار ( أم الحفاظ ) لها لقبا .
وقد وقفت على مشاهد من التفكك الأسري والانفلات العائلي من تباين الأفكار والآراء بين الزوجين ..
فلا تغامر في شريك يرى الرقص تسلية والغناء متعة وظمأ الهواجر تشددا والمحافظة على الصلوات من عاجل العمر ..
ولا امرأة تخشى على ابنها رفقة الصالحين وتغمض عينها عن مصادقة الطالحين، تهدم في ساعة ما تَبْنيه في سنين !
ولا تقل : سيهديها الله وسأبدل أفكارها، فكم رأيت من هؤلاء قد عضوا أصابع الندم وركبوا رَكُوب الحَزَن !
وقد يسأل أحدكم :
إن هذا الأمر قد فاتني وإن زوجتي ليست كما تقول فما حيلتي ؟
فأقول :
إن المرأة ليست بعيدة الإقناع، وهي أكثر تبعا للرجل منه إليها، فعليك بالنصح والإرشاد، و قرب منها مزاورة الصالحات، فالغريب يُقبل قوله أكثر من القريب !
و إن أبَتْ إلا أن تركب رأسها فافرض وجودك في التربية وأقْصِها من ذلك بحنكة وسياسة، على أن تتفطن لأي شيء منها فأنت على كف عفريت !
وصُب مجهودَك في غذاء عقول أبنائك فإن كان الحق معك تبعوك، وإن لم يفعلوا فقد أعْذرت !
وعكس ذلك -أعني صلاح الزوجة وفساد الزوج- مشاهد وبكثرة فاقلبي مرآة الكلام وضعي ضمير التأنيث .
فما التأنيث لا اسم الشمس عيب .. وما التذكير فخر للهلال
* الصحبة الصالحة وما أدراك ما الصحبة !
إن عامة المنتسبين للدين وللعلم وللدعوة ولحفاظ كتاب الله لم يجدوا آبائهم كذلك، وما هي إلا الصحبة الصالحة سواء سعى إليها الأبوان أم جاءت تتهادى إليهم.
فإن الصاحب يُقبل منه أي شيء، وهو بوابة القلب، وتأثيره أقوى من الوالدين والمعلم، فهو يتخلل الروح، ويتربع على الفؤاد، ويتكئ على الرِّضَى !
الصحبة الصالحة تقود إلى الجنة والسيئة تقود إلى النار .
فاحرص على صحبة ولدك، وحَذِّره رِفقة السوء، فإن لم يأتِ بالحسنى فبِالَّتي أخشن، فإن هذا الأمر لا يقبل المساوَمة، وقد تَزِل قدمه إلى دَرَكة لا يرفع رأسه بعدها أبدا .
وإن المدارس هذه الأيام مرتع لتلامذة اللاعبين والراقصين إلا من رحم الله وقليل ما هم !
وهذا يطلب منك جهدا مضاعفا ونصائح تترا ومتابعة في حضورك وغيابك .
وهذا ما دفع الوالد إلى أن يُجنِّبنا المدارس إلا في الاختبارات النهائية، وإني أحمد الله أولا وأشكر والدي ثانيا على ذلك .
فالمُربِّي يعاني من انفصام الولد وانقسامه بين التربية الصالحة التي يجدها في البيت و المسجد والتربية السيئة التي يلقاها في المدرسة والشارع !
الصحبة الصالحة أخذت زمام المبادرة من والدي وخفَّفت عنه عبئا ثقيلا فقادت إلى بر الأمان .
وعامة الهلكى من شباب اليوم من فقدان هذا الأمر حسيا أو معنويا، فقد لا يجد شبابا صالحين مطلقا، وقد يجدهم بعينه ولا مكان لهم في قلبه وكلا الأمرين سِيَّان .
* البيئة إما لك أو عليك !
الجو العام هو أشبه بفيصل في هذا الشأن ..
وهذا أقوى ما جعل أبناء _إحسان العتيبي_ يحققون نجاحا جزئيا !
فمن ترعرع على عدم الدخول على النساء صغيرا كيف تسامحه نفسه برؤيتهن كبيرا .
ومن نشأت على لبس الخِمار والجلباب ولم تبلغ الحلم كيف تنزعه إذا صارت فتاة .
لئن لم يستح من الله فإنه مستح من الناس .
لقد أوجدت بيئة الوالد في نفوس أبنائه أثرا عظيما .
فمجالس الشيخ لا تخلوا يوميا من سائل أو طالب علم أو شيخ أو عالم أو كادح أو تاجر، وهذا يجعل الشاب أكثر اتزانا وفهما وعلما، فالمجالس مدارس كما قالوا.
ومما زاد الأمر جمالا أن الوالد لا يكاد يذهب مجلسا من المجالس أو لقاء من اللقاءات إلا وهو مصطحب لبعض بنيه، وهذا أسلوب ناجع يا من تروم صلاح أبنائك !
وإن الناس اليوم سئمت وكَلَّت ومَلَّت مما يرون، فمشاهد النساء الكاسيات العاريات، وسماع صوت الشيطان يقرع في كل حين، وإبصار أمة محمد صلى الله عليه وسلم وكأنها لن تصير إلى الله كل هذا يحول بينك وبين ما تريد لأبنائك من الخير .
فأوْجد لأبنائك بيئة مصغرة في بيتك وصحبك ومسجدك وفي شأنهم كله لا يُفقرهم إلى البيئة العامة التي من دخلها فُقِد ومن خرج منها وُلِد .
إن الوالد -حفظه الله- أدرك هذا الأمر جيدا فأرسل أولاده إلى دورات علمية في داخل الأردن وخارجها، مما هز كيانهم وألهب وجدانهم عند رؤية أهل الفضل والعلم فرجعوا قادة بعد أن كانوا جنودا .
* لا تحقر بنِيَّك وارفع قدرهم .
إذا وجد الابن هذا فلن يترك ما عليه مهما زحف السيل إليه زحفا .
فمن يختار غير طريق الكرامة والرفعة ليجد حضنا آخر أفضل ؟ لا أحد .
وقد رأيت هذا من والدي فكان يحرص على أن يسمع جلسائه كتاب الله وحديث رسول الله من فِي أولاده، ويُثني عليهم، ويُقدمهم في الصلاة ليؤموا به .
حتى صلى بعض أبنائه في الناس ولم يبلغ الحلم من بعيد، وأذن للصلاة ولم يقارب الحلم من قريب ، فلا يمشي بين الناس إلا ويحمدون صوته أو يشيرون بأصابعهم، ويرمشون بأعينهم، حتى شاخ بعض أبنائه صغيرا ، وتغرَّب قبل السن العاشرة، وجلس لإلقاء الدروس ولم تنبت اللحية في وجهه، وزوَّجه ولم يجاوز الثمانية عشرة ، فكيف يختار أبناؤه غير ما رسم لهم !
* توفيق الله هو أول وهو وآخر !
كم هم الذين أضنوا أجسادهم في التربية ولم يحصدوا ما زرعوا ، ( قال يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ...وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ) وهو ابن نبي فكيف بغيره ؟
وكم هم الذين حاربوا تدين أبنائهم ووقفوا في وجوههم وسخروا كل شيء لصدهم عن الدين الله، فأبى الله إلا أن يهديهم ويزيدهم ثباتا .
فاسألِ الله التوفيق، فلو اجتمع الخلق في صعيد واحد على أن ينفعوك بشيء ما نفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك !!
فتوفيق الله يعطيك أكثر مما تتمنى، ويحفظك من شر ما لم تعلم، ويعلمك ما جهلت، ويفتح عليك ما غلق .
* الدعاء الدعاء !
في الليل والنهار، في السر والجهار، في النعمة والرخاء، عند سجودك في الصلوات ووقوفك في عرفات، سلاح رفعه كل الأنبياء :
إبراهيم : "واجنبني وبنَِيَّ أن نعبد الأصنام .
نوح : "قال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق" .
وقد كان دعاء والدي " ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين "
*الحرية المقيدة !
وهذا ما لمسته من الوالد، خاصة إذا طار شارب ابنه فإنه يتركه شيئا فشيئا ويكِله إلى نفسه، ولا يدخل إلا قليلا، وهذا يتعدى إلى كل شيء في الفِكر والرأي، ومنهج الحياة وطريقها، والأخذ والرد والنقد .
وهذا حسن جدا، فقد أديت أمانتك، وكنت مسئولا إلى حين، فإن لم يتأدب عندك ستؤدبه الأيام والليالي، ولا تجعله نسخة منك بل أحسن، وهذا ينشئ جوا جميلا في العائلة ..
فمن أولاد الشيخ من اهتم بالفقه والحديث ومنهم من اشتغل بالأدب، ومنهم من كَتَب في النسب، وبعضهم في الدعوة وجَمْع الشباب وهكذا .
حتى يجلس بعضهم مع مخالفيه فلا يُنكِر، ويحادث أعدائه فلا يبالي، ويخالفه الرأي بشد وجذب .
* التفرغ لطلب العلم !
هذا ديدن والدي حفظه الله، فلم يحبذ دخولنا في ميادين الحياة كثيرا حرصا منه على التعلق بطلب العلم، وهو على استعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل ذلك ولو كان على حساب أمور تخصه .
وهذا أطلق لنا العنان للصعود في قِمم الهمم .
* المرح مع الأولاد والحزم :
يمتاز الشيخ حفظه الله بالدعابة مع أبنائه، فإذا كانوا صغارا كان لهم أبا رحيما وإن شب قرنهم كان أخا لطيفا ، وهذا لا يمنع أن يكون شديدا، بل إن الوالد يغضب وربما الغضب الشديد .
فهو يفرح فرحا إن غلَب أبنائَه في لعب كرة القدم، ويمتعض إن غلبوه ونادوا بالفوز والظفر !
وليست حياتنا جافية قاسية بل فيها من أنواع اللهو واللعب المباح كثيرا .
ومع ذلك فيهابه أولاده وأهله وهذا من أفضل ما يردع الولد إذا أراد ارتكاب الزلل .
* الكرم الواسع !
فلا يسأل أولاده فيمَ أنفقوا إن كان الظن بهم خيرا، ولا يحاسبهم فيما فعلوا إن كان مرادهم حسنا، فلا يرد سائلا –لا من غنى وإنما من كفاف-، بل إن كرمه قد وسع السائلين الذين لا يجتمع معهم بقرابة ولا نسب فكيف بأهله وولده ؟
* لا معصية ظاهرة !
فلا يُسمع صوتُ الشيطان، ولا مجال للقنوات الهابطة ولا الأفلام ولا المغنين ولا اللاعبين ، ولا حتى الإخبارية لما تشتمل عليه من تهتك وعري، وتطبيق هذا سهل الآن لأن القنوات الإسلامية ملأت الفضاء .
ولا يسمح الوالد بأن يلبس ابنه بنطالا إلا للعب، ولا يعرفون غير الأثواب والزي العربي .
ولا يرضى بأن يحلق ابنه كما يحلق شباب اليوم بل الويل ثم الويل لمن يفعل هذا .
فقد صار البيت بيئة تلفِظ كل هذه المظاهر .
وإني أعجب من بعض المربين -الذين يسعون لتنشئة أبنائهم على الإيمان- كيف يغضون الطرف عن مشاهد التلفاز والغناء ويريدون بعد ذلك أن يكون لهم أولاد صالحون .
* الطاعة للكبير !
فالوالد إن تعب على الدفعة الأولى من أولاده فإنه لم يُجْهَد بالباقي الذين تجاوز عددهم ثلاثة عشر نفسا، فالكبير يربي الصغير ، وإن إخوانهم الكبار يؤدبون من يرفع قضايا التربية لأبيهم إيمانا منهم أن مهمته قد انتهت من هذه السفاسف .
* لأن والدي الشيخ إحسان .
الوالد –حفظه الله- ليس محبا للتربية فحسب، بل هو صاحب فكر ومنهج وعقل وتحليل خاص يخصه، متجرد في الرأي لأنه لا يتبع شخصا بعينه أو حزبا، ونحن على هذا النهج بإذن الله ، مما يجعلنا لا نتورع في أن لا نوافق الوالد في بعض الأشياء .
* الاستقلالية !
فتربية الوالد لا مجال للتدخل فيها من أحد إلا لترميم البناء وزيادته، ومن يحاول هدم شيء فإنما يعلب بالنار، لا الأقارب ولا الأباعد، حتى إن الوالد رحل إلى منطقة نائية بعيدا عن تأثير أقاربه السلبي .
وربما من حسن الحظ أن رحلنا إلى قرية وهي أخف وطأة من المُدن الصاخبة.
وليس معنى هذا أن يرحل الناس كذلك فقد رأينا من يعيش في أشد أرض الله عصيانا فخرج منهم الأبرار والأتقياء، فعمدة ذلك قوة شخصيتك وفرض رأيك .
*هناك توجيهات سريعة أبثها وهي نصائح عامة من واقع التجربة:
1- حفظ القرءان ليس كل شيء، بل إن فهمه أفضل من حفظه، والفهم والحفظ إن لم يزينهما العمل فهو حجة على صاحبه، ولو قدِرت على أن لا يحفظ شيئا حتى يفهمه فهذا حسن.
2- لا تعجل في قطف الثمرة وإلا عوقبت بالحرمان، فتأنَّ قليلا حتى يُزهِر نبتك فليس الأمر ابنَ يوم وليلة .
3- لا تعب على ابنك أن لم يكن كالشافعي صغيرا فأنت لست مثل عشر معشاره كبيرا .
4- لا تعاتب زوجتك أمام ولدك مهما عظُم الذنب، ولا تُقَصِّر في مدحها مهما صغرت النعمة !
5- علم أبنائك حرفة أو مهنة حتى لا يكونوا عالة على غيرهم .
6- لا تُهَوِّن من عقل طفلك أو مشروعه فإن الأيام ستبدي لك ما كنت جاهلا .
7- لا تجعل خِياره في الحياة واحدا، ولا تلزمه أن يكون عالما أو طالب علم، فقد يفتح الله عليه أبواب الخير من الطب أو الهندسة أو ما شابه.
8- لا تقف إذا حفظ ابنك القرءان والحديث، وانتقل إلى العلوم الشرعية واللغوية .
9- اجتهد في تقويم لسان ابنك وقلمه إملاء وحفظا لأشعار العرب ودراسة للغتهم .
10 – نمِّ مواهبَ ابنِك، وعدد اهتماماتِه فإن سُد غدا في وجه بابٌ وَجَد أبوابا.
11- أعِنْ أبنائَك على ممارسة الرياضة، وعلمهم فنونَها فهذا نافع لهم في العاجل والآجل.
12 – أرشدهم إلى المواقع الحسنة والمنتديات الخلاقة في الشبكة العالمية .
13 – اجمع بين التربية القديمة التي فيها الصرامة والضرب الذي لا يُبرح، والحديثة التي تجعل من الحِوار حلا أولا وءاخرا .
14 – ليست هناك عائلة خالية من العيوب، فالعائلات المثالية فيها من العيوب بقدر ما فيها من الصلاح، فلا يكن هذا مثبطا لك للمُضي قُدُما.
15- لا تحزن إن ضل لك ولدٌ أو لم تحقق سعيا في التربية ولك في نوح عليه السلام تعزية!
16- الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، فمن كان قدوة سيئة لأولاده فليبادر بالإصلاح .
17 – استفد من غيرك ولا تأخذ عائلة بعينها نموذجا تقتدي بها حذو القُذَّة بالقُذَّة، فلكل عائلة مراسيم.
وقد حاول كثير من أصدقاء الوالد أن يفعلوا كما فعل ففاءوا بالفشل غافلين عن طبيعة بيئتنا وبيئتهم .
18 – ثقف نفسك أنت وزوجك فكلما زاد علمكما وفهمكما انطبع هذا على الأبناء، وما أفقركم هذا إلى معلم آخر له نهج في الحياة غير نهجكم .
19- حصِّن نفسك وأولادك بالذكر والدعاء إن رأيت ما يُعجب الناس فالله خير حافظا .
20 – قد تحقق مجمل أسباب النجاح وتفقد شيئا تقوم عليه هذه الأسباب، وهو عدم قناعة الأولاد بتربيتك .
أختم بأمرين :
أ- أرجو أن يكون فيما كتبت نورا يستضيء به السالك.
وإني لأستحي من أن نكون في عين الناس شيئا وعند الله غير ذلك، وهذا حصاد أزهقت فيه الجهود وأضنيت من أجله الأبدان، ولكنَّ حفظ الله محيط، ورعايته سابقة والحمد لله على ذلك .
ب- شكر الشيخ العريفي :
فأسأل الله أن يحفظه ويعينه ويسدده، فهو شامة في جبين الزمان وبدر في كبد السماء وأحسبه كما قال الشاعر :
والناس ألف منهم كواحد .. وواحد كالألف إن أمر عنى .
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أخوكم : داود بن إحسان العتيبـي .