الجنس : عدد المساهمات : 36تاريخ الميلاد : 12/09/2000العمر : 24تاريخ التسجيل : 18/06/2013الدولة :
موضوع: مدينة قسنطينة الثلاثاء يونيو 18, 2013 3:22 pm
هي قسنطينة، أو سيرتا كما كانت تسمى قديما، مدينة من أقدم مدن العالم، ما يميزها على غيرها هو تواجدها في نفس الموقع منذ أزيد من 2500 عام، ألا وهو الصخر العتيق. قبل مليون عام، أو مع بداية التاريخ البشري، قرر أول قسنطيني الإقامة في مرتفعات المدينة مثل المنصورة، و جبل الوحش، و في مغارات جبل سيدي مسيد، و ذلك حتى يكون في مأمن من كل مكروه قد يصيبه، حيث وجدت بعض آثاره كالأحجار المصقولة ذات وجهين على أشكال هندسية مختلفة. بعد ذلك أخذ في التوسع و الاكتشاف نحو المناطق المنخفضة كبكيرة،و تيديس، و الهرية، و سيقوس...، أين أقام حضارته المعلمية التي تتجلى اليوم على أشكال عدة. بعدها قرر هذا الرجل الأسطورة أن يتخذ من الصخر العتيق مكانا لإقامته أين بنى مدينة محصنة طبيعيا بفضل وادي الرمال. ولحد اليوم لم تعرف الظروف و التاريخ الأصلي لمدينة سيرتا، لأنه يصعب القيام بدراسات أثرية على مستوى الصخر ذلك لأن المدينة تعج بسكانها على مدار السنة. كما يجب الاعتماد على كتب المؤرخين القدامى حتى يتسنى لنا تحديد الحقبة التي ظهرت خلالها المدينة. حسب الأساطير المحلية، يروى أن سيرتا بنيت في نفس عهد قرطاجة العاصمة الفينيقية، وذلك خلال القرن التاسع قبل الميلاد و قد سميت بالحصن الإفريقي نظرا لشدة حصانتها. و قد ذكرت سيرتا من طرف مؤرخين قديمين هما سالوتس و تيت-لايف ، وشاركت في الحروب الفينيقية خلال القرن الثالث قبل الميلاد، والتي وقعت أحداثها بين القرطاج و الرومان.
وينسب تأسيس قسنطينة إلى التجارالفينيقيين.كان اسمها القديم هو (قرتا) ويعني بالفينيقية (القرية أو المدينة) وكان القرطاجيون يسمونها(ساريم باتيم).
دخل الحرب أمرين من نوميديا، سيفاكس و ماسينيسا بحجة التحالف و العداوة اتجاه العملاقين قرطاجة و روما و ذلك من أجل الهيمنة على هذا الإقليم الواسع.و قد انتصر الرومان حلفاء نوميديا التي أصبحت تحت الرعاية الرومانية معينة بذلك سيرتا عاصمة لها. و في هذه الفترة كان تاريخ سيرتا متذبذبا فقد كانت تارة عاصمة للبلاد و تارة أخرى مدينة إقليمية هامة. فقد كانت حليفا لروما خلال عهد ماسينيسا و ابنه ميسيبسا، وعدوة لها خلال فترة حكم يوغرطة و جوبا، و أصبحت سيرتا بعد ذلك تحت تبعية إقطاعية كاملة لروما في عام 46 قبل الميلاد. في عام 313 م تحت ظل الهيمنة الرومانية، أدت الحروب الأهلية الرومانية إلى تغيير اسم المدينة، حيث حملت اسم الإمبراطور الروماني قسطنطين الذي رممها و أصلحها و سميت قسنطينة، الاسم الذي حملته منذ 17 قرنا رغم المشاكل و التغيرات التي عرفتها. و يظهر تاريخ قسنطينة في القصص العديدة التي تروى طمع و جشع أعدائها في الاستيلاء عليها، بيد أن سكانها كانوا يدافعون عليها بكل بسالة. في القرن 7 دخلت قسنطينة في المرحلة الإسلامية، غير أن الظروف لم تعرف إن كانت قد سلمت لعقبة ابن نافع أم للمهاجر ابن دينار؟ فرغم انضمامها للبلاد الإسلامية فإن ذلك لم يمنعها من المحافظة على النظام التي كانت عليه في القرن الثامن أو التاسع، قبل أن تتبنى نظام الحكم الإسلامي في القرن العاشر. و مع مطلع القرن الثامن عشر، أصبحت قسنطينة و باقي المدن الجزائرية تحت الحماية العثمانية، التي كانت في ذلك الوقت الحصن المنيع ضد الأهداف و الأطماع الأوروبية. و كان يسيرها مجموعة من البايات المعينين من طرف دايات الجزائر العاصمة. و كانت عاصمة للبايلك الشرقي، و الذي كان يضم كل الشرق الجزائري. و قد احتفظ القسنطينيون بذكرى اثنين من اكبر البايات˸ صالح باي (1770-1792) الذي أقام منشآت مدنية ضخمة كإنشاء جسر القنطرة، و أعظم من ذلك تأسيس المدرسة الكتانية. الحاج احمد باي (1826-1848) و الذي ضرب مثلا عظيما في الذود عن العرين القسنطيني ضد المستعمر الفرنسي، حيث ألفت أغنية شعبية تخليدا لذكراه يتغنى بها ليومنا هذا (قالوا العرب قالوا). و في مواجهة الاستعمار، اختارت قسنطينة طريق العزة و المجد، فقد ألحقت هزيمة نكراء بالجيش الفرنسي في نوفمبر 1836 تحت قيادة الحاج احمد باي، و علي ابن عيسى، و الباشا حمبا. و ذاع صيت هذا الانتصار في الجزائر، و المغرب، بل حتى في أوروبا. لكن في نهاية المطاف سقطت قسنطينة بعد معركة دامية في شوارعها كان أبطالها كل سكانها (13 أكتوبر 1837). و ما كان هذا إلا منبئا عن قادم أكبر، لأن مقاومة الاستعمار لم تتوقف يوما، إلى أن انفجرت 1945-1962 في كامل التراب الجزائري، و انتهت باستعادة السيادة الوطنية. و تحاول قسنطينة اليوم المحافظة على أهميتها الجهوية، و ذلك بتخليد رسالة أحد أرقى و أعظم أبنائها ألا و هو الشيخ عبد الحميد ابن باديس (1889-1940)، الذي أصل أبدية الشخصية الجزائرية، و صاحب مقلات عديدة في مجلة الشهاب. (بحثنا في الماضي و الحاضر، ووجدنا أن أمة جزائرية وجدت و أسست على غرار كل أمم الأرض) إن هذه الأمة و تاريخها الحافل بالأحداث، ووحدتها الدينية و اللغوية، و ثقافتها، و عاداتها و تقاليدها حسنة أم سيئة كانت، فهي كسائر أمم الأرض. إن الجزائر ليست فرنسا، و لا يكمن أن تكون فرنسا، و من المستحيل أن تصير فرنسا حتى و لو أرادت. فلها أرضها التي هي الجزائر بكل ما تحتويه. و تقدم قسنطينة لزوارها فرجة طبيعية رائعة، و آثارا تعد شاهد عيان على امتدادها التاريخي، و التي تنطوي كلها في أحداث قصة شيقة. فيمكن رؤية مغارات الدب و الأيل، و المنحوتات الصخرية في الهرية، و المعالم الأثرية في سيقوس...إلخ. هذا فيما يخص الجانب التاريخي. و فيما يخص الجانب الأثري القديم فيكمن رؤية الحجر الفينيقي بمنطقة الحفرة، و ضريح ماسينيسا بالصومعة في الخروب، و بقايا تيديس، و الأقواس الرومانية. أما الجانب الإسلامي للمدينة فإنه يتجلى في الجامع الكبير في شارع العربي بن مهيدي، و كذا أزقة السويقة التي يرجع عمرها إلى القرون الإسلامية الوسطى. كذلك يكمن رؤية مسجد سيدي الغزال، ومسجد سيدي لخضر، و مسجد و مدرسة سيدي الكتاني،و قصر الباي و المتمثلة في العصر الحديث. و أخيرا، المرحلة المعاصرة التي تتجلي في جسري سيدي راشد و سيدي مسيد اللذان صمما من طرف الفرنسيين، لكن بيد عاملة جزائرية كلفها ذلك فقدان الحياة.
المعطيات الجغرافية و الديموغرافية لمدينة قسنطينة
تقع مدينة قسنطينة على خط36.17 شمالا، و 6.37 شرقا في مركز الشرق الجزائري. على بعد 245 كلم عن الحدود الجزائرية التونسية شرقا، و 431 كلم عن العاصمة الجزائر غربا، و 89 كلم عن مدينة سكيكدة شمالا، و ·235 كلم عن مدينة بسكرة جنوبا.
تأسست على صخر عتيق متواجد على ضفتي وادي الرمال، مما يجعلها محاطة بعوائق طبيعية و مسالك وعرة. وتبين المعالم الجغرافية أن المنطقة ليست بالمتناسقة بالنسبة لموقعها و بالنسبة لمستوى سطح البحر، فهي تقع بين خطين (كنتور)من 400 إلى800 و 1200 من الناحية الجنوبية. المعطيات الجغرافية و الطبيعية˸ التضاريس˸ تنقسم تضاريس مدينة قسنطينة إلى 3 مناطق مختلفة المنطقة الجبلية في الشمال˸ يعد هذا التشكل امتدادا للسلسلة التلية التي تنخفض شرقا. و تتجه نحو الجنوب الغربي و الشمال الشرقي على هذا الترتيب نحو جبل شطابة و جبل الوحش. و في أقصى الشمال مع حدود ولاية ميلة و سكيكدة نجد جبل سيدي دريس الذي تبلغ قمته 1364 م. منطقة المجاري المائية الداخلية˸ تمتد هذه السلسلة على شكل انخفاضات من الشرق الغربي لمدينة فرجيوة الواقعة بولاية ميلة حتى زيغود يوسف، وتحدها من الجنوب بعض السهول العالية على ارتفاعات مختلفة 500م-600م و المتكونة من تلال منخفضة تتخللها بعض مجاري وادي الرمال و وادي بومرزوق. منطقة السهول المرتفعة˸ و تقع في جنوب شرق الولاية بين سلسلتي الأطلس التلي و الأطلس الصحراوي، و تمتد إلى غاية بلديتي عين عبيد و أولاد رحمون. المناخ˸ تتميز ولاية قسنطينة بمناح قاري، كما تسجل درجات حرارة مختلفة تتراوح ما بين 25 حتى 40 درجة في فصل الصيف، و بين 0 حتى 12 في فصل الشتاء الهيدروغرافيا أو الموارد المائية˸ من أهم أودية الولاية˸ وادي الرمال، و وادي بومرزوق، و وادي سمندو التي تشكلها عدة روافد مؤقتة. المعطيات الديموغرافية˸ يقدر عدد سكان قسنطينة حوالي 976000 نسمة حسب إحصاءات 2010 . و التي تعتبر قسنطينة عاصمة إقليمية هامة ذات تركيز حضاري شديد. و قدر النمو السكاني خلال الإحصاء العام بين سنتي 1998 و 2008 ب 127600 نسمة أي بمعدل نمو سنوي يصل إلى 1.6%. و فيما يخص الكثافة السكانية المقدرة خلال 2010 فقد بلغت 428 نسمة في الكيلومتر المربع.
امتيازات مدينة قسنطينة
قررت ولاية قسنطينة التحول كلية إلى عملية اقتصاد السوق من خلال العمل على خلق ظروف مواتية للتحديث السريع لمنشآتها وكذا تطوير الاقتصاد المحلي باستخدام كل الامتيازات و الوسائل المتاحة : - يد عاملة مؤهلة متكونة من خريجي الجامعة التي تضم 20 شعبة، زد على ذلك شبكة من مراكز التكوين المهني. - توفر أراضي البناء في المناطق الحضرية و المجمعات السكنية خاصة في المدينة الجديدة (عين الباي) حيث قدرت المساحة ب 1500 هكتار. - توفر الميادين في المناطق الصناعية و في مجمعات الأعمال القابلة لإنشاء مشاريع. - وجود شبكات تجارية على المستوى الجهوي. - و أخيرا رغبة السلطات في دعم أي مبادرة تتوافق و القطاعات الاجتماعية و الاقتصادية من أجل بعث نفس جديد في تطور القطاعات الصناعية المتعددة.