كيف تحول العادة الى عبادة
(عَنأَمِيرِ المُؤمِنينَ أَبي حَفْصٍ عُمَربْنِ الخَطَّابِ رَضيَ الله تعالى عنهُقَالَ: سَمعتُ رسُول اللهِ يَقُولُ :
إِنّمَا الأعمَالُبِالنياتِ،وَإِنَّمَا لِكلّ امْرِئٍ مَا نَوَى،فَمَنْ كَانَت هِجرَته إِلى اللهِوَرسُوله فهجرَته إلى اللهِ وَرَسُوله،
وَمَن كَانت هِجرَتهُ لِدُنيايُصِيبهَا، أَو امرأَة ينْكحُها، فهجرَته إلى مَا هاجر إِلَيه )
رواه إماما المحدثين
البخاريومسلم
وهناك ثلاثةأقسام للأعمالالمباحة :
الأول :- الأعمال المباحة التي قد يثاب علىفعلها :
مثال على ذلك : النوم: قد ينوي الانسان عندما يأتيللنوم أنه راحة لجسمه؛ لكي يستأنف أعمال الطاعات الأخرى !
ولذلك ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول : أحتسب على الله نومتي، كما أحتسب على اللهقومتي.
ويقاس على هذا الفعل المباح جميع الأعمال المباحةالأكل، الشرب، السمر،الذهاب، الإياب،
قضاء الفراغ بأشياء مباحة،فهذه إذاصاحبتها نية الطاعة؛ فحينئذ يؤجرالعبد
ولهذا قال بعض أهل العلم: عبادات أهلالغفلة عادات، وعادات أهل اليقظة عبادات
الثاني :- الأعمال المباحة التي لا يثاب ولا يأثم على فعلها :
شخصاعتاد أن ينام بعد الظهر، أو اعتاد أن ينام الساعة العاشرة بالليل مثلاً أو نحو ذلكوانتظم على هذه العادة
دون يستحضر نية العبادة، وبالمقابل لم يستحضرنيةالمعصية، فهذا لا ثواب له ولا عقاب عليه
الثالث :- الأعمال المباحة التي قد يُأثم علىفعلها :
مثلا : الأصل فيالسفرالإباحة ولكن اذا نوى الانسان أن يسافر لارتكاب المحرمات فهنا يؤثم على سفره .
• • •
النيـــات :جمع نية وهي: القصد.
وشرعاً:العزم على فعل العبادة تقرّباً إلى اللهتعالى،
ومحلها القلب، فهي عمل قلبي ولاتعلق للجوارحبها .
مثال على تمييزالعادات من العبادات :
- رجل يأكل الطعام شهوة فقط،
ورجل آخريأكل الطعامامتثالاً لأمر الله عزّوجل
في قوله: ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ) (الأعراف:الآية31)
فصار أكل الثاني عبادة،وأكل الأولعادة !
عَنِابْنِ عَبّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبّهِتَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَالَ: " إِن الله كَتب الْحسَنات والسيئات. ثم بَين ذَلِك،فَمن هَمّ بِحسنة فَلَم
يعملْها كَتبهَا الله عندَهُ حَسنَة كاملَة وَإِنهَمّبهَا فَعمِلَها كَتَبهَا الله عزّ وَجَلّ عِنـدَهُ
عَشر حَسناتٍ إِلَىسَبعمائَةِ ضعف إِلَى أَضْعاف كَثيرةٍ. وَإِنْ هَمّ بِسَيّئة فَلَميَعْمَلْها
كتَبها الله عنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً... وَإِن هَم بِهافعَمِلَهَا،كتَبها الله سيّئَة وَاحِدَة "
رواه البخاري ومسلم فيصحيحهما
فهذا الحديث الشريف يفيد أن من عزم على فعلطاعة وعقد قلبه على ذلك كتبهاالله تعالى حسنة كاملة، قالابن حجرفي الفتح: قالالطوفي : إنما كتبت الحسنة لمجرد الإرادة، لأن إرادة الخير سبب إلى العمل، وإرادةالخير خير، لأن إرادة الخير من عمل القلب. ا.هـ
والمقصودبالهم هنا : العزمالمؤكد والحرص على الفعل ..
ومن الأقوالالواردة في الحث على التطلع إلى الخير والحرص
على النية الصالحة :-
قال أبوالدرداء : من أتى فراشه ،وهو ينوي أن يُصلِّيمِناللَّيل ، فغلبته عيناه حتّى يصبحَ ، كتب له ما نوى .
ورويعن سعيد بن المسيب، قال : من همَّ بصلاةٍ ، أو صيام ، أوحجٍّ ، أو عمرة ، أو غزو ،فحِيلَ بينه وبينَ ذلك ،بلَّغهالله تعالى ما نوى .
وقالزيدُ بن أسلم : كان رجلٌ يطوفُ على العلماء ، يقول : من يدلُّني على عملٍ لا أزالمنه لله عاملاً ، فإنِّي لا أُحبُّ أنْ تأتيَ عليَّ ساعةٌ مِنَ الليلِ والنَّهارِإلاَّ وأنا عاملٌ لله تعالى ، فقيل له : قد وجدت حاجتَكَ ،فاعمل الخيرَ ما استطعتَ، فإذا فترْتَ ، أو تركته فهمَّ بعمله،فإنَّ الهامَّ بعمل الخير كفاعله .
قَال عَبدُ اللَّه بنُ الإمَام أحمد لِأبيه يومًا : أوصنييا أبتِ ،
فقال : " يَابُني انو الخَيرفإِنك لا تزالُ بخير ما نَوَيْتَالخَير"